محمد زيدان أو "زيزو" المصري واحد من أمهر وأفضل لاعبي كرة القدم في مصر وأفريقيا والوطن العربي وأحد النجوم المعروفين في القارة الأوروبية.
ابن بورسعيد ذو الجذور الصعيدية غادر مصر إلي الدانمارك نهاية القرن الماضي وعرف طريق التألق في البلد الإسكندنافي الذي قدم أسطورة حراسة المرمي بيتر شمايكل مع ناديا إف بي كوبنهاجن ثم ميدتيلاند الذي فاز معه بلقب أفضل لاعب في الدوري عام 2003.
ولأنه موهبة غير عادية فقد شد الرحال إلي الدوري الألماني وبدأ رحلته مع العريق فيردين بريمن وزامل الهداف الألماني الكبير ميروسلاف كلوزه في هجوم الفريق قبل أن ينهي خلافه مع توماس شاف مسيرته مع بريمن وينتقل إلي نادي ماينز علي سبيل الإعارة ويتألق معه بشكل ملفت خصوصا بعد انتقاله له بصفة نهائية موسم 2006/2007.
وما بين انتقاله لهامبورج في صفقة وصلت إلي 5 مليون يورو وحتى بداية رحلته مع فريقه الحالي بروسيا درتموند يٌثبث النجم الموهوب يوماً بعد يوماً أنه نجم من طينة خاصة سواء بسرعته الفائقة أو مهارته الفريدة أو لدغاته القاتلة التي عاني منها حراس البوندزليجا وعلي رأسهم العملاق البافاري أوليفر كان.
دولياً يكفي زيدان هدفيه الرائعين في مرمي العملاق الكاميروني كارلوس كاميني في افتتاح مباريات مصر في كأس الأمم الأفريقية الماضية في غانا وخصوصاً هدفه الثاني الذي أظهر به مهارة قلما يوجد مثلها نظير في العالم أجمع ولا تنسي جماهير الكرة المصرية والأفريقية تمريرته الحريرية للنجم محمد أبوتريكة في نهائي نفس البطولة بعد حواره الثنائي البطولي مع قائد الأسود سونج والذي أسفر عن هدف التتويج بالبطولة للمرة الثانية علي التوالي والسادسة في تاريخ مصر الكبير.
في كأس القارات الأخيرة في جنوب أفريقيا صيف العام الجاري واصل النجم الذي أبصر النور في الحادي عشر من ديسمبر عام 1981 تألقه الدولي وزار شباك الحارس البرازيلي خوليو سيزار بهدفين ولا أروع في اللقاء الذي جمع منتخب مصر مع سحرة الأمازون في افتتاح مباريات المجموعة الثانية و أثبت أنه نجم غير عادي.
"زيزو" وفي يوم عيد ميلاده الثامن والعشرين اختص Yallakora.com بحوار شامل كشف خلاله عن العديد من الأسرار والتصريحات الجريئة التي أكدت أنه بارع كضيف تماماً كبراعته داخل المستطيل الأخضر.
وفيما يلي نص الحوار كاملا:
في البداية كل سنة طيب بمناسبة عيد ميلادك.
كل سنة و أنت وكل شعب مصر بخير و سعادة وأشكرك علي هذه اللفتة الرائعة.
شعورك بعد اختيارك من طرف وكالة "رويترز" الشهيرة ضمن فريق الحلم الضائع في المونديال مع نجوم بحجم أرشافين وابراموفيتش واديبايور؟
أنا حزين جدا بسبب عدم وصولنا لكأس العالم. هذا الشعور يصعب وصفه. منذ أيام كانت قرعة كأس العالم وكنت منتهي الإحباط وأنا أشاهدها و نحن عير متواجدون هناك. كنا الأحق بمقعد في النهائيات. نحن من المنتخبات التي ظلمت في نهاية المشوار , لا تتخيل مدي حزني , كنت أتمني التواجد في هذا العرس خصوصا أنه الأول في التي تشهده ملاعب القارة الأفريقية.
تأكيد علي كلامك شاهدت فابيو كابيلو المدير الفني للمنتخب الإنجليزي في القنوات الأمريكية عندما تحدث عن القرعة وقال أنه كان يتوقع صعود مصر عن هذه المجموعة وأن صعود الجزائر علي حسابها يؤكد أنها منتخب لابد من وضعه في الاعتبار.
هذا شيء محزن كنت أشاهد مراسم القرعة، وكان الجميع يقول لي "هارد لك" علي عدم الوصول للنهائيات.
لديك فرصة أخري في 2014 لأنك لا زالت في سن صغير، ما هي نصائحك لمسئولي الكرة المصرية لبلوغ النهائيات؟
دعني أقل لك شيء لم يخطأ احد من المسئولين. ونحن كنا أول المجموعة مع الجزائر وهذا يؤكد عدم وجود خطأ. أدينا ما علينا علي الوجه الأكمل وحصلنا علي نفس عدد النقاط و هذا شرف لنا , بذلنا كل ما في طاقتنا وكي أكون صريح أقول أن اختيار السودان للقاء الفاصل لم يكن موفقاً ولكن لو فزنا في السودان لقلنا أنها المكان الملائم لهذا اللقاء. كنت أفضل أن نختار بلدا بعيدا عن مصر.
لو بيدك القرار أي الدول ستختار ليلعب فيه منتخب مصر اللقاء الفاصل؟
كسبنا بطولة الأمم علي أرض غانا وأدينا لقاءات رائعة. كنا سنلعب في العاصمة أكرا. لعبنا هناك خمس مباريات وكسبناها. عرفنا الفنادق هناك، أضف إلي ذلك أننا ساندنا منتخب الشباب الغاني للفوز بكأس العالم للشباب وهذا سيضمن لنا مساندة الجماهير الغانية.
غانا بلد بها أمان عالي, كنت أحس أن الأمن السوداني يحتاج لمن يحميه ولم نشعر بأي قدر من الأمان، عندما تذهب لغانا وهي بلد أفريقي وأنت والجزائر بلدين عربيين لم يكن هناك تحفظ كالذي كان في السودان. في السودان كانت الجماهير حائرة لأن تشجيع دولة علي حساب أخري يسبب عداء الدولة الأخرى. أما غانا فكانت دولة محايدة وكانت الجماهير ستشجع الفريق الأفضل.
كذلك كان يمكننا أن نختار جنوب أفريقيا لأننا شاركنا في كأس القارات وساندتانا الجماهير هناك أمام البرازيل وإيطاليا ولنا شعبية جيدة وبكل تأكيد كان اختيارها سيكون موفقاً.
ما أريد قوله أن أرضية ملعب المريخ سيئة جدا. لي عشر سنوات محترف ولم ألعب علي أرضية بهذا السوء. أنا أتكلم عن الإستاد بصفة عامة وليس أرض الملعب فقط. لا توجد هناك حمامات نظيفة أو "شاور" لأننا تعودنا علي أخذ حمام قبل اللقاء حتى نحصل علي قدر من الاسترخاء بل أن بعض الحجرات لم يكن بها إضاءة أصلاً!
حديثك عن الملعب يقودنا إلي سؤال هام .. هل كنتم تشعرون برهبة نتيجة وجود أسلحة بيضاء بيد بعض الجماهير الجزائرية؟
الجمهور الجزائري حضر بكثافة أكثر من جمهورنا. وكانت نوعية الجماهير الجزائرية شرسة حيث ردد البعض وجود نوعيات غريبة من الجماهير تبدو علي ملامحها العدوانية. أما نحن فسافر من كان لديه المال ومع كل الاحترام لكل من ساندنا هناك خصوصاً من تعرض منهم للإهانة، كنا نحتاج لنوعيات من المشجعين تتوافق مع الجماهير الجزائرية وقتها كان يمكننا أن نحتفل بالتأهل وبلوغ النهائيات لأننا كنا داخل الملعب الأفضل بكثير.
لو أرسلنا شباب روابط مشجعي الأهلي والزمالك كان الأمر سيختلف لأنهم كانوا قادرين علي التعامل مع الجماهير الجزائرية. جماهير الجزائر لم تكف عن الهتاف والتشجيع من البداية للنهاية بعكس جمهورنا الذي كان يتوقف عن التشجيع في الكثير من أوقات المباراة بعكس جماهير ملعب القاهرة التي أحستنا بأنها 80 مليون وليس 80 ألف.
كلمة لزملائك من النجوم القدامى الذين لن تسمح لهم ظروف السن من تحقيق حلم المونديال؟
لا أدري ماذا أقول لهم , حلمي و حلمهم ضاع في غمضة عين , أنه لأمر محزن, صعب أن يضيع حلمك في اللحظات الأخيرة, أعرف أنها كانت فرصتهم الأخيرة ولكني أقول للسقا و أحمد حسن وكل أصحاب الخبرات الذين أعطوا للمنتخب أننا فخورين أننا لعبنا بجواركم في المنتخب.
وأن شاء الله نعدهم بأننا سنكمل المسيرة ونعتبر ما حدث لنا عظة ودرس نستفيد منه في المستقبل ونقاتل منذ بداية التصفيات حتى لا نتعرض لمثل هذه المواقف المحزنة, إضاعتنا لخمس نقاط في البداية أمام زامبيا والجزائر هي من عرضنا للحرج في نهاية التصفيات وضاع منا حلم التأهل.
ما صحة ما تردد بخصوص تلقيك تهديدات ومضايقات من لاعبي وجماهير الجزائر في اللقاء الفاصل في أم درمان؟
جاءتني رسائل كثير علي تليفوني بها تهديدات, وهناك رسائل مفادها توجيه تهديدات لي عندما أعود لألمانيا وصلت إلي حد التهديد بالقتل، أضف إلي هذا أن أحد لاعبي الجزائر (عنتر يحي) وجه لي ألفاظ سيئة تمس والدتي.
تواجد ثلاث لاعبين جزائريين هم زياني ومطمور ويحيي في أندية منافسة لفريقك بروسيا دورتموند هل يعني احتمال وجود مشاحنات بينكم في المستقبل؟
كانت علاقتنا ممتازة منذ عام كنا نصافح بعضنا بعد كل لقاء وتغير الأمر منذ وقعنا في مجموعة واحدة. وجدت كراهية غير عادية هذا لم يفرق معي كثيراً رغم أني حزين علي هذه الكراهية وهذا ولد لدي إحساس بصعوبة مساندة أي لاعب من هؤلاء رغم أننا نلعب في دوري واحد. هناك بعض الجماهير المصرية لن تشجع الجزائر في كأس العالم وانا اعتبر نفسي واحدا منهم. أنا لا أحب أحد هؤلاء اللاعبين ولا أكرههم. كل الاحترام للشعب الجزائري ولكن ما شاهدناه من كراهية يجعل هناك صعوبة في التعاطف معهم.
يحتل فريق بروسيا درتموند المركز السابع في "البوندزليجا " برصيد 27نقطة وبفارق سبع نقاط عن ليفركوزن المتصدر... هل لازال أمل المنافسة علي اللقب يداعب أحلامكم؟
بدايتنا لم تكن موفقة. تداركنا الموقف الآن وأصبح الفارق بيننا وبين ليفركوزن ليس كبيرا. لدينا أمل في المنافسة, علينا أن ننهي الدور الأول بشكل جيد حتى يمكننا المنافسة بقوة في النصف الثاني.
قبل لقاء الجزائر قدمت مستويات ممتازة ولكن القلق يساور البعض من تراجع نسبة تهديفك؟
متفق معك نسبة أهدافي اقل لأن مركزي الآن تحت المهاجمين وليس مهاجم صريح. تركيزي الآن ينصب حول حجز مكان في تشكيلة دورتموند الأساسية ثم البحث عن الأهداف بعدها. الأهم أن يخدم أداء اللاعب مصلحة فريقه أركز الآن داخل المستطيل الأخضر حتى أكون في أهبة الاستعداد لمنتخب مصر.
حلم الليجا الأسبانية هل تسعي إليه وتتمناه أم أن إشادة مدربك في الفريق يورجن كلوب بك يجعلك قانع بالبقاء مع درتموند؟
أكيد طبعا لأن حلم الليجا يراود أي لاعب كرة في العالم. دورتموند فريق كبير في أوروبا وألمانيا وأتمنى لو غادرته أن أنال فرصة للعب في إنجلترا أو اسبانيا. وسواء ذهبت نحو إنجلترا أو أسبانيا أتمني أن أحظي بالعب في فريق كبير مثل دورتموند حتى يرضي طموحي.
بعض وسائل الإعلام تهوي التدخل في خصوصيات النجوم ومنهم زيدان بالطبع .. هل هذا يؤثر علي أداءك داخل الملعب؟
لم يؤثر علي داخل الملعب ولكن أثر علي تواجدي في مصر وجعلني أفضل الابتعاد حتى لا أتعرض لضغط عصبي أنا في غني عنه, كنت أفضل قضاء إجازتي بعيدا عن مصر حتى لا أتعرض لمضايقات. وصل تدخل البعض في خصوصياتي بان البعض تحدث عن نوعية ملابسي, البعض يتحدث عن وجود فتيات في حياة النجوم لمجرد انه شاهد هذا النجم مع فتاة في مكان عام وهو لا يدري ربما كانت الفتاة شقيقته أو تربطه بها صلة قرابة. من الصعب التدخل في خصوصيات النجوم ومضايقتهم في شئونهم الخاصة كما هو الشأن مع ميدو. و هو بالمناسبة نجم كبير ونجح في العديد من الأندية الكبرى وهو أدري بمصلحته. لابد أن نحترم خصوصيات النجوم ولا نضغط عليهم بهذه الطريقة.
هل استقبال الرئيس مبارك للفريق عقب العودة من الخرطوم للفريق أعاد لكم الثقة و منحكم دفعة كبيرة قبل المشاركة في نهائيات كأس الأمم؟
لم أكن حاضرا في هذه المناسبة الكبيرة ولكن زملائي كلموني وحدثوني عن مردود هذه المقابلة الإيجابي في نفوس كل اللاعبين. وأكيد هذا سيعطي الفريق دفعة معنوية قبل انطلاق كأس الأمم بأنجولا بداية العام القادم.
بمناسبة الحديث عن كأس الأمم هل تستطيع مصر الحفاظ علي اللقب للمرة الثالثة علي التوالي؟
فريقنا ممتاز جدا وإن شاء الله نعوض عدم صعودنا لكأس العالم عن طريق الفوز بكأس الأمم الأفريقية. نحن عازمون علي إسعاد جماهير الكرة المصرية بتحقيق نتائج جيدة في أنجولا, لدينا الحماس لتقديم أداء قوي يؤكد جدارة و قوة منتخب مصر وسيادته للقارة السمراء. فوزنا بالنسخة القادمة ستجعلنا أول منتخب يحقق هذا الإنجاز وبكل تأكيد سيكون أمرا رائعاً لدينا فرصة لصناعة تاريخ لنا ولبلدنا لو كسبنا ولن نضيعها إن شاء الله.
دائما تصاحب عملية انضمام النجوم الأفارقة المحترفين بأندية أوروبية لمنتخبات بلدانهم قبل كاس الأمم بمشاكل عدة. فهل هناك حديث مع مدربك بشأن التحاقك بمنتخب مصر في نهائيات الأمم في الشهر القادم؟
أكيد هم تواجههم مشاكل بهذا الخصوص ولكن ( ربنا يستر) وسأحاول أن أكون متواجد في الموعد إن شاء الله.
وماذا عن الغياب المحتمل لأبوتريكة؟
حزين جدا لإصابة أبوتريكة وان شاء الله يعود لان المنتخب وزملاءه في حاجة ملحة إليه هو لاعب مهم جدا بالنسبة لنا. أهداف أبوتريكة مؤثرة وجلبت للمنتخب والأهلي العديد من البطولات. إن شاء الله يستطيع أن يتعافي من الإصابة ويشارك معنا في البطولة القادمة.
البعض يتساءل عن اللقاء المحتمل بين مصر والجزائر في احد الأدوار المتقدمة في بطولة الأمم بأنجولا ..كيف تري هذا اللقاء؟
لا أتمني ذلك. ولا أريد أن أفكر حتى في احتمال تكرار لقاء الخرطوم لا في هذه البطولة فقط بل طوال حياتي.
البعض يقول أن من حسن الحظ أن المنتخب خسر في أم درمان ولو حدث وفاز منتخب مصر لحدثت كارثة غير مسبوقة في تاريخ كرة القدم في العالم ... هل تتفق مع هذا الرأي؟
دعني أقل لك شيء أعترف به لأول مرة. الحمد لله أننا لم نكسب هذا اللقاء, ربنا أراد لنا أن نعيش، فوزنا باللقاء كان سيولد ضحايا ليس من الجماهير فقط بل من اللاعبين أيضاً.
أنت تتحدث علي حرب و ليس مباراة كرة قدم ...
أكرر الحمد لله أننا خسرنا هذا اللقاء, لو خرجنا فائزين لتعرض بعضنا للذبح في أرض ملعب المريخ, منذ ثلاثة أيام علي الفيس بوك رأيت أن كل المدرجات ممتلئة بالأسلحة البيضاء, ولا يوجد مشجع بدون سلاح, كلهم يشجعون وهم ممسكون بأسلحتهم و كأننا في ساحة حرب.
كان لابد أن يكون هناك تأمين للقاء أكثر من هذا وأستغرب من هذه الأمور غير الرياضية والتي حول البعض لقاء كرة القدم إلي حرب, لابد أن يواجه هذا الأمر بقرار عادل من "فيفا" لأن اللعب النظيف هو أساس كرة القدم وما واجهناه في السودان داخل الملعب وفي المدرجات كان بعيد تماماً عن اللعب النظيف, أعرف أن هذا الكلام لن يفيد الآن لأنهم بلغوا كأس العالم بالفعل.
الأمر وصل بي أني تمنيت بعدم تحقيقهم لأي نتائج في النهائيات بل أنني لن أشاهد أي مباراة لهم.
رسالتك لجماهير مصر التي انتابها حزن بعد مشاهدتها لقرعة المونديال دون منتخب مصر؟
أقول لهم أقدر شعوركم الآن وأحس بكم و أنا حزين جدا, حلم كاس العالم كان يراودنا جميعا الإخفاق حمل يثقل كاهلنا جميعا و أقول لكم سنحاول أن نفعل كل ما في وسعنا من أجل إسعادكم في الفترة القادمة والبداية ستكون في انجولا في يناير القادم.